بيان مثير للجدل حول الزلزال تتلوه استقالة وزير سابق.. هل يقود بنكيران "البيجيدي" إلى "أغرب" مرحلة في تاريخه؟
بعد أن كان يقود الحكومة المغربية قبل سنتين فقط، وبعد 10 سنوات متتالية من قيادته للعمل الحكومة، دخل حزب العدالة والتنمية مرحلة "غريبة" من تاريخه السياسي، تلت خسارته المدوية في الانتخابات العامة لسنة 2021 والتي سهلت رجوع أمينه العام العام، عبد الإله بن كيران إلى موقع القيادة، وهي مرحلة بلغت ذروتها يوم أمس الأحد بربط الزلزال الذي وقع بعدة مناطق في وسط المغرب بـ"المعاصي الفردية والسياسية".
وبعد أكثر من أسبوعين على زلزال الحوز في 8 شتنبر الجاري، الذي تضررت منه 6 أقاليم، نشر الحزب بلاغا يعبر فيه عن موقفه من الفاجعة التي حصدت أرواح حوالي 3000 إنسان أغلبيتهم من العالم القروي، لينشر بيانا لأمانته العامة أشاد فيه بالدور القيادي للملك محمد السادس في تدبير تداعيات الفاجعة، والهبة الشعبية والتضامن والتعاطف الوطني الذي عبر عنه المواطنون المغاربة، لكنه أيضا لم يتردد في ربط الكارثة بالذنوب والمعاصي بشكل صريح.
وجاء في البيان "علينا أن ننتبه إلى أن من معاني "الرجوع إلى الله" ما يفيد أننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيرا، ولكن يجب أن نراجع كذلك كي نرجع الى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي".
والواضح أن البيان الذي يحمل توقيع عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة الأسبق، يتحدث أيضا عن النتائج التي أفرزتها انتخابات 2021، والتي مُني فيها حزبه بهزيمة قاسية، وهو يربطها حاليا بالزلزال باعتباره "عقابا"، حيث جاء في الوثيقة "السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها".
وأصبح مضمون هذا البيان محط العديد من الانتقادات، حتى من طرف بعض المنتمين للحزب والمتعاطفين معه، حيث استغرب بعض المتفاعلين عن المنطق في الربط بين الذنوب والمعاصي وبين زلزال كان أكثر المتضررين منه أشخاص ينتمون لأسر تعاني الفقر والتهميش في الدواوير المنسية بقرى الأطلس الكبير.
وكان أبرز رد فعل بعد هذه الوثيقة إعلان القيادي السابق في الحزب، عبد القادرة عمارة، اليوم الاثنين، تقديم استقالته، موردا في تدوينته على حسابه في فيسبوك "بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية فإنني أعلن عن استقالتي من الحزب وكل هيئاته منذ اللحظة"، علما أن الأمر يتعلق بأحد المقربين السابقين من ابن كيران.
وتعبر استقالة عمارة عن البون الشاسع الذي أصبح واضحا بين ابن كيران والعديد من قيادات الحزب، فعمارة كان عضوا في الأمانة العامة لـ"البيجيدي"، ووزيرا للصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، ثم للطاقة والمعادن والماء والبيئة في حكومته، قبل أن يصبح وزيرا للتجهيز والنقل واللوجيستيك والماء في حكومة سعد الدين العثماني.